هل أنت مكتئب ؟ تعرف على علامات الاكتئاب والتي إذا ظهرت عليك .. فأنت بحاجة إلى زيارة الطبيب ! يتعامل الجميع مع الاكتئاب كأنه حالة من تعكر المزاج، أو التعاسة، أو الإحباط، أو القلق، حتى إن كلمة “اكتئاب” نفسها اتخذت هذا المعنى بين الناس، فكيف تعرف أنك مكتئب؟ كثيرا ما تجد أن أحدهم قد يصنّف نفسه سريعا على أنه مصاب بالاكتئاب بسبب أدائه السيئ في الامتحانات مثلا، أو بسبب مشكلة في العلاقات مع شريك الحياة، أو لأن الظرف العام في البلاد بائس بعض الشيء، أو حتى لأنه شاهد فيلما حزينا.
وهذا خاطئ بل وضار جدا في الحقيقة، لأنه يدفع بالبعض إلى التعامل مع مصابي الاكتئاب الحقيقيين بقدر من الاستسهال وعدم التفهّم لحالاتهم، مما قد يسبب لهم ضررا شديدا، وهو الأمر الذي يدفع بالاكتئاب إلى التطور لمراحل أسوأ، علما بأن إحدى أهم مشكلات الاضطرابات النفسية كالاكتئاب تكمن في أنه كلما تأخر التعامل معها ازدادت قسوة وتفرعت في اضطرابات أخرى.
اقرأ أيضاً : ما هو اضطراب ثنائي القطب ؟ و ما هي نوبة الهوس ؟ و ما ماهي أعراض نوبة الاكتئاب ؟
مثلا، إحدى أخطر العادات -خاصة إن كان المريض بالاكتئاب هو أحد أفراد العائلة- هي أن تبدأ الأم مثلا بالتخفيف عن مصاب الاكتئاب بأن تقارن حالته بأوقات كان مزاجه فيها متعكرا وحزينا، هنا سيشعر بالإحباط والذنب الشديدين، لأن الاكتئاب شيء مختلف عن كل ذلك، لا يستطيع إدراكه بشكل واضح إلا من قام بتجربة مباشرة معه. فالاكتئاب ليس حالة من الاضطراب وتعكر المزاج أو فقدان الدافع، وإنما هو مرض ذو رابط فسيولوجي يمتد تأثيره إلى جوانب جوهرية في حياة الواحد منّا.
ويمكن القول إن السمة الرئيسة لهذا الوحش تتمثل في استمرار الأعراض، فقد يغرق الواحد منّا في بحر من الأحزان مدة ساعات أو يوم أو أكثر قليلا، لكنه سيكون دائما قادرا على انتشال ذاته من ذلك البحر. أما المكتئب -على العكس من ذلك- فلا يستطيع إخراج نفسه من تلك الأعراض، ويُعدّ استمرارها مدة 15 يوما متتالية على الأقل علامة على حاجة الشخص إلى مراجعة الطبيب. لكن ما هي تلك الأعراض؟
يمكن أن نجمل العلامات الرئيسية للاكتئاب في تسع نقاط، يُعدّ وجود خمس منها بشكل واضح ومستمر مؤشرا على وجوب زيارة الطبيب، وهي:
ويعني وجود مجموعة من تلك الأعراض الحاجة الضرورية إلى مراجعة طبيب.
اقرأ أيضاً : هل تعاني من الاكتئاب الصباحي و المزاج السيئ عند الاستيقاظ ما أسبابه و كيف تتخلص منه ؟
ونؤكد هنا أن الشخص الوحيد الذي يمكنه الإقرار بأنك -أو أي شخص آخر- مصاب بالاكتئاب، وتحديد نوعه ودرجته وارتباطه بحالات أخرى، ثم العلاج المناسب له، هو الطبيب المختص بالتشخيص، وذلك لأن المعايير الذاتية الخاصة بنا غالبا ما تعطي تقييمات مبالغة، أو ربما تقلل من شأن تلك الأعراض. والفكرة أن وجود مجموعة منها قد يعني أن هناك شيئا ما يستحق العلاج.
وهناك عدة خيارات للتعامل مع الاكتئاب مثل الأدوية والعلاج المعرفي السلوكي. وعند العلاج تتحسن حالة المريض ويتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية.