التعليم
آخر تحديث بتاريخ: 3 سنوات

علم نفس الشخصية وتحليلها

يُعرف علم نفس الشخصية  العام بأنه العلم الذي يدرس السلوك الإنساني على أنّه استجابة لمُثير، وتختلف الاستجابات باختلاف المثيرات، بالإضافة إلى دراسة أثر الوراثة والبيئة الداخلية والخارجية للفرد على اتجاهاته وتفاعلاته مع ذاته ومع مجتمعه، فيدرس هذا العلم التفاعلات السلوكية للفرد بأنواعها اللفظية؛ الحركية، والعقلية، والعاطفية أو الوجدانية، والعلاقات المتلازمة فيما بينها لغرض فهم هذا السلوك وإيجاد الطرق المناسبة لتحليله وفهمه، والتنبؤ بالمشكلات والعوائق التي من الممكن أن تتعارض مع الفرد في موقف معين وردود فعله المتوقعة تجاهها، كما ويساعد علم النفس بصفة عامة على فهم أنماط الشخصيات المختلفة وتوقّع انطباعاتها وتصوراتها والمواقف المتباينة لها، ولذلك تكثر الفروع العملية لعلم النفس في العصر الحديث كعلم نفس الصناعة، وعلم النفس الجنائي، وعلم النفس الاجتماعي، وغيرها الكثير من الفروع والتصنيفات التي يُعالج كل منها مجال معين.

علم نفس الشخصية

يُعرّف علم نفس الشخصية على أنّه فرع من فروع علم النفس العام؛ حيث يختصّ هذا العلم بدراسة الخصائص والظواهر السلوكية الانفعالية عند الأفراد والتي عادة ما يُطلق عليها مُسمّى الشخصية؛ أي أنّه هو العلم الذي يدرس الخصائص النفسيّة عند الإنسان كالطّباع والمزاج والأنماط السلوكية والدوافع والقدرات، وجميع العوامل المؤثرة بها، بالإضافة إلى دراسة دور اللاشعور في برمجة السلوك، وأهمية التجارب والخبرات التي أثّرت على عملية إنشاء وخلق السّمات الشخصية في مرحلة الطفولة.

اختبارات تحليل الشخصية

من العلماء الذين عملوا في مجال تحليل أنماط الشخصية هو العالم السويسري كارل يانغ الذي كان تلميذاً ومتدرّباً عند فرويد؛ حيث استفاد من نظرية فرويد في التحليل النفسي بدراسة الجوانب النفسية وعناصر الشخصية للتعرف على مكنوناتها. انتشرت الكثير من الاختبارات المتنوّعة في مجال تحليل الشخصية، وكان لهذه الاختبارات فوائد كثيرة؛ فهي تُساعد في إدراك الفرد لذاته ولمن حوله، والتعرف على طرق اتخاذ القرارات والتفاعل مع البيئة، ومعرفة الجوانب الإيجابية والسلبية للفرد، بالإضافة إلى إدراك نقاط القوة وطرق تعزيزها، وإدراك نقاط الضعف وكيفية التخلص منها

مُكونات الشخصية عند فرويد

يُعتبر فرويد مؤسّس مدرسة التحليل النفسي التي اهتمّت بجوانب الشخصية ومكوناتها؛ حيث قسم الشخصية إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي:

الأنا: هو المسيطر على الحركات الإراديّة نتيجة للتفاعلات بين الإدراك الحسّي والعضلي، بالإضافة إلى مهمّة دراسة المثيرات البيئية الخارجية وتخزينها على هيئة خبرات، وتجنُّب التعرّض للخبرات غير المرغوب فيها، والتكيُّف مع الخبرات المعتدلة.

الأنا العليا: هو مخزون من المثاليات والأخلاقيات والضمير والخير والحق وجميع سمات القيم العليا؛ أي أنّها بمثابة الرقيب النفسي. تتأثّر آليّة وسلامة الأنا العليا بالوالدين ومن يحلّ محلّهما من المربّيين والشخصيات المعروفة التي يتأثّر بها الفرد، ويمكن أن تُضبَط وتُهذَّب بثقافة الفرد ومستواه التعليمي.

الهو: هو منشأ الطاقة النفسية الحيوية والبيولوجية، فهو يحتوي على الغرائز الفطريّة التي تولد مع الإنسان؛ أي إنّه الصورة البدائية لتكوين شخصية الفرد قبل أن يصقلها كلّ من المجتمع والبيئة، فالهو يقع في جانب عميق داخل النفس ليس له أيّ صلة بالواقع بعيد عن المعايير والقيم؛ حيثُ يستحوذ على نشاطه وتفاعلاته مبدأ اللّذّة والألم، وغالباً ما تكون الأنا العليا ضابطاً لهذا النّشاط.